مقدمة إلى العقود مقابل الفروقات – CFD

هل تفكر في تداول عقود الفروقات؟ اقرأ الدليل الشامل.
مقدمة إلى العقود مقابل الفروقات-CFD

العقد مقابل الفروقات (CFD) هو ببساطة أحد عقود المشتقات المالية والذي يعطي للمتداول فرصة الانكشاف (الربح أو الخسارة) على حركة أحد الأصول الأساسية (عملة أو سهم أو سلعة أو أي أصل آخر) دون امتلاك هذا الأصل بشكل فعلي، أو تكبد عناء تخزين الأصل أو المرور بمشقة الإجراءات الروتينية المعتادة في البورصات الرسمية. ويتميز عقد الفروقات ببساطة التعامل عليه حيث يشتق سعر العقد من سعر الأصل الأساسي المعني، فيما يحسب الربح أو الخسارة من خلال الفارق بين سعر الأصل في وقت الدخول والسعر في وقت الخروج بعد خصم أو إضافة أي رسوم أو تكاليف أخرى. يوفر تداول العقود مقابل الفروقات عدد من المزايا نوجزها فيما يلي:

استخدام الرافعة المالية

يوفر تداول عقود الفروقات فرصة استخدام مستوى أعلى من الرافعة المالية مقارنة بتلك المتوفرة عند تداول الأصل الأساسي. على سبيل المثال، فإن تداول النفط بالرافعة المالية في بورصات العقود الآجلة يستلزم توفير هامش قد يصل إلى 50% من قيمة العقد. أيضاً فإن حجم الصفقة في البورصات الرسمية قد تصل في حدها الأدنى إلى 1000 برميل. على العكس من ذلك، فإن تداول النفط بعقود الفروقات يمنح المستثمر رافعة مالية تصل إلى 1:100، وربما أكثر، كما أن حجم اللوت يمكن أن يبدأ من 25 عقد فروقات (والذي يعادل 25 برميل نفط).

وبطبيعة الحال، فإن توفر هذا القدر المرتفع من الرافعة المالية يتيح للمتداول الاستفادة من حركة الأسعار بشكل أفضل، وتقليل متطلبات الهامش ما يعطيه مرونة تخصيص رأسماله في أدوات استثمارية أخرى، ولكن مع ملاحظة أن الرافعة المالية هي سلاح ذو حدين حيث يمكن أن تضخم الخسائر بنفس القدر الذي تزيد به الأرباح.

تداول عدة أصول عبر منصة واحدة

يوفر معظم وسطاء عقود الفروقات مجموعة متنوعة من المنتجات المالية تشمل المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة، وسلع الطاقة مثل خام برنت وخام غرب تكساس والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى فئات الأصول الأخرى مثل العملات والأسهم والمؤشرات وغيرها. بعبارة أخرى، فإن تداول النفط بعقود الفروقات سيمنحك القدرة على تنويع استثماراتك وتداول عدة فئات من الأصول عبر منصة واحدة، مقارنة مع التداول في البورصات الرسمية والتي تكون بطبيعتها متخصصة وتقتصر على نوعية محددة من الأصول المالية.

في ذات السياق، فإن عقود الفروقات على النفط تتيح تنويع المخاطر من خلال الانكشاف على عدة أصول مرتبطة بقطاع الطاقة دون الاقتصار على السلعة الأساسية ذاتها. على سبيل المثال، يمكنك تنويع محفظتك الاستثمارية من خلال تداول عقود الفروقات على خام برنت أو الخام الأمريكي أو الغاز الطبيعي أو عقود الفروقات على أسهم الشركات النفطية مثل إكسون موبيل وبريتش بتروليوم وشيل والعديد غيرها من شركات الطاقة المعروفة. وبشكل عام، فإن المشتقات المالية كانت دائماً أحد أدوات التحوط التي يلجأ إليها المستثمرون للحد من مخاطر صفقاتهم في الأسواق الفعلية، ولكن ساعد ظهور عقود الفروقات في إتاحة هذه الميزة للمتداولين الأفراد وبتكلفة أقل كثيراً من بورصات الخيارات أو العقود الآجلة.

تنفيذ احترافي لأوامر التداول

يوفر وسطاء عقود الفروقات لمتداولي النفط فرصة استخدام أنواع الأوامر المتقدمة مثل أمر الحد والإيقاف والأوامر الشرطية. كما يقدم بعض الوسطاء، مقابل رسوم معينة، ضمان تنفيذ أوامر إيقاف الخسارة كي لا تتجاوز خسائرك النطاق الذي حددته مسبقاً. وبطبيعة الحال لا تتوفر هذه الميزة لدى بورصات النفط الكبرى وهو ما يعرض المستثمر لخسائر متعددة.

انخفاض متطلبات رأس المال

تشترط البورصات الرسمية وشركات الوساطة العاملة بها حد أدنى مرتفع لرأس المال الأولي، يصل في بعض الأحيان إلى 50,000$. على العكس من ذلك، فإن الشروط المالية لفتح حساب لدى وسطاء عقود الفروقات تكون أكثر تساهلاً بالنظر إلى أنها تستهدف بالأساس شريحة العملاء الأفراد، ولهذا تصل في بعض الأحيان إلى 100$ أو ربما أقل.

العيوب

بالرغم من المزايا المتعددة لعقود الفروقات، والتي تتفوق في نواحي كثيرة على الأسواق التقليدية، إلا أن هناك محاذير يجب الانتباه إليها، نوجزها فيما يلي.

فروق الأسعار (السبريد)

يفرض وسطاء عقود الفروقات سبريد على صفقات عملائهم الأمر الذي يقلص من الأرباح المحتملة، كما أنه يحد من ميزة انخفاض التكلفة عند المقارنة مع البورصات الرسمية والتي تفرض هي الأخرى رسوم وعمولات وحدود مرتفعة لرأس المال.

ضعف الإشراف التنظيمي

تخضع البورصات الرسمية لقواعد تنظيمية ورقابة مشددة تضمن حقوق المستثمرين وتحميهم من التلاعب بالأسعار أو الممارسات غير العادلة. تبدو الصورة أقل تفاؤلاً عند المقارنة مع الوسطاء العاملين في أسواق عقود الفروقات، والتي تدار في معظمها خارج المقصورة، حيث تعتمد نزاهة الوسيط بالأساس على سمعته في السوق وسوابق التعامل معه، وفي بعض الأحيان ملائته المالية وخلو سجله التنظيمي من أي عقوبات أو مخالفات سابقة. هناك بالطبع وسطاء محتالون، ولكن يتوفر لمتداول النفط أيضا خيارات واسعة من الوسطاء الموثوقين والذين يمكنه الاعتماد عليهم دون الخوف من التلاعب بصفقاته أو تعمد خسارته.

خاتمة

يوفر تداول النفط وباقي الأصول الأخرى عبر عقود الفروقات مزايا لا حصر لها تشمل كما ذكرنا آنفاً استخدام الرافعة المالية، سهولة الوصول إلى الأسواق العالمية، الابتعاد عن القيود التنظيمية المشددة، انخفاض التكاليف ومتطلبات رأس المال. برغم ذلك، هناك محاذير يجب الانتباه إليها في كل الأحوال مثل سمعة شركة الوساطة التي تتعامل معها، ومقارنة تكاليف ورسوم التداول لاختيار الأفضل من بينها، وأخيراً الانتباه إلى مخاطر الرافعة المالية وضرورة استخدامها بحكمة.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post
ما هي حسابات التداول الإسلامية في مجال النفط. كيف تتداول دون دفع رسوم ربوية "السواب" على تبييت صفقاتك المفتوحة. حسابات متوافقة مع الشريعة.

الحسابات الإسلامية في تداول النفط

Next Post
شرح تداول الخيارات – الدليل الشامل للمبتدئين

شرح تداول الخيارات – الدليل الشامل للمبتدئين

Related Posts