كيف أتداول الأسهم؟
يبدو السؤال عن تداول الأسهم بسيطًا للوهلة الأولى، ولكن تتطلب الإجابة عليه في واقع الأمر التحدث باستفاضة عن جوانب عديدة، يصعب حصرها في زاوية واحدة. وعلى أية حال، نعتقد أنك ستفهم المعنى الدقيق لتداول الأسهم في نهاية هذه المقالة، والتي تستهدف بالدرجة الأولى متداول الأسهم المبتدئ الذي يخطو أولى خطواته في هذا العالم المثير.
تداول الأسهم في أبسط صوره هو سوق يتيح للمتداولين الاستثمار في الشركات العامة، حيث يحقق المتداول أرباحًا عندما يرتفع سعر السهم بمرور الوقت.
سنتناول في السطور التالية المفاهيم الأساسية والمصطلحات الرئيسية لتداول الأسهم، وبعدها ستكون قد حصلت على جرعة كافية من المعلومات التي تؤهلك للغوص بنفسك في جنبات عالم الاستثمار. سنناقش أيضًا مدى واقعية تحقيق مكاسب وأرباح من تداول الأسهم، وما هي بالتحديد مخاطر تداول الأسهم.
مصطلحات ومفاهيم أساسية لتداول الأسهم
ما هو السهم؟
السهم هو ببساطة حصة في ملكية الشركة. بعبارة أخرى، فإن كل سهم تشتريه سيعطيك نسبة مئوية في رأسمال الشركة التي استثمرت أموالك بها. على سبيل المثال، إذا كان عدد الأسهم المصدرة لإحدى الشركات هو مليون سهم، وقمت بشراء 10 ألاف سهم، فأنت في هذه الحالة تمتلك 1% من هذه الشركة. هذه النسبة هي التي ستحدد حصتك في توزيعات الأرباح، والتصويت على القرارات الهامة مثل اختيار مجلس الإدارة ومحاسبته وعزله إذا اقتضت الضرورة، فضلاً عن القرارات الاستراتيجية مثل تجزئة السهم وخطط الأرباح وعمليات الاندماج والاستحواذ، إلخ.
ما هو سوق الأسهم؟
ربما يتبادر إلى ذهنك فور سماع عبارة ’سوق الأسهم‘ صورة قاعات التداول التي يعلو فيها صراخ سماسرة الأسهم، وتغطيها شاشات عملاقة من كافة الجوانب، تتغير ألوانها ما بين الأخضر والأحمر في كل لحظة. حقيقة الأمر أن تلك القاعات هي التي يطلق عليها ’بورصة الأسهم‘ وهي تمثل منذ قرون عديدة السوق الرئيسية التي تجري تحت سقفها عمليات إصدار وشراء وبيع والتفاوض على أسعار الأسهم. برغم ذلك، فإن سوق الأسهم هو مصطلح أكثر شمولية، خصوصًا مع التقدم التكنولوجي الهائل الذي حدث خلال السنوات الأخيرة.
في ظل ثورة الاتصالات التي بلغت ذروتها مع بداية الألفية الحالية، غيرت التكنولوجيا من مفهوم أسواق التداول بصفة عامة، حيث أصبح بمقدور المستثمرون شراء وبيع الأسهم عبر منصات إلكترونية وهم جالسون في منازلهم. وفتح هذا التطور التقني أيضًا الباب أمام دخول المتداولين الأفراد إلى أسواق الأسهم والأصول الأخرى، مثل تداول النفط والذهب، بعد أن ظلت حكرًا لعقود طويلة على كبار المستثمرين.
ولم تقتصر التغيرات التي أحدثتها ثورة الاتصالات على تغيير مفهوم ساحات التداول، بل ساهمت أيضًا في ابتكار أدوات مالية جديدة تعطي نفس مزايا الاستثمار في سعر الأسهم، ولكن بطريقة أكثر سهولة. على سبيل المثال، يمكن لمتداول الأسهم حاليًا فتح حساب مع شركة وساطة في بضع خطوات بسيطة وبرأس مال قد لا يتجاوز 100$.
تستطيع أيضًا تجنب المصاعب القانونية والتقنية لشراء أسهم الشركات بشكل فعلي، وذلك إذا كان هدفك المضاربة على الأسعار بغرض تحقيق الربح السريع، وليس الاستثمار على المدى الطويل. في هذا السياق، فإن المشتقات المالية، وبالأخص عقود الفروقات، تعتبر الأداة الأكثر مرونة لتداول الأسهم وباقي الأصول المالية دون الحاجة لامتلاكها بشكل فعلي أو الدخول في دوامة الترتيبات القانونية لتسليم واستلام الورقة المالية.
كيف يعمل سوق الأسهم؟
بغض النظر عن الطريقة التي تقرر الاستثمار بها في الأسهم، سواء عبر بورصة رسمية أو منصة عبر الإنترنت، هناك خطوات محددة للقيام بذلك. في الماضي، كان يتعين عليك الاتصال بوسيطك عبر الهاتف وإصدار أوامر الشراء والبيع لأحد الأشخاص الذي يتولى تنفيذها نيابةً عنك، وهو الأمر الذي كان يستهلك قدر كبير من الوقت والجهد.
أما في الوقت الحالي، يمكنك من خلال منصة إلكترونية تنفيذ كافة الأوامر والصفقات ورؤية الأسعار الآنية للأسهم على شاشة جهازك. تستطيع أيضًا التداول عبر جهاز سطح المكتب أو الهاتف الجوال أو حاسب لوحي، في أي وقت ومن أي مكان في العالم. كل ما تحتاجه للقيام بذلك هو توفر اتصال بالإنترنت وفتح حساب مع شركة وساطة، وهو ما سنتعرض له لاحقًا.
الفرق بين التداول والاستثمار في الأسهم
يستخدم كثيرون مصطلحات التداول والاستثمار بطريقة غير دقيقة أحيانًا، فيما قد يجد البعض الآخر صعوبة في فهم الفارق بين كلا المصطلحين. ولتبسيط الأمور، يمكننا سرد الاختلافات بين هذه المترادفات في النقاط التالية:
- ينصرف تداول الأسهم بشكل رئيسي إلى الشراء والبيع النشط للأسهم بغرض تحقيق أرباح سريعة من خلال المضاربة على حركة الأسعار في المدى القصير. على الجانب الآخر، فإن الاستثمار يُقصد به عادةً شراء أسهم والاحتفاظ بها لفترة طويلة.
- يبنى قرار الاستثمار على التوقعات بأن الأسهم المشتراة ستزيد قيمتها بمرور الزمن بفضل الكفاءة التشغيلية للشركة وقدرتها على تحقيق الأرباح وترسيخ مكانتها في السوق على المدى الطويل.
- ومن حيث وتيرة التداول، يمارس متداول الأسهم عادةً نشاطه بشكل يومي، وربما يفتح عدة صفقات ويغلقها قبل انتهاء اليوم. يختلف الأمر بالنسبة للمستثمر حيث تبنى قراراته على اعتبارات استراتيجية وربما يحتفظ بالأسهم التي اشتراها لسنوات طويل. برغم ذلك، فإن التداول على المدى القصير ينطوي أيضًا على الاحتفاظ بالسهم لعدة أيام أو حتى عدة أسابيع.
- يركز متداول الأسهم في تحليلاته على الاعتبارات قصيرة المدى، وأحيانًا المؤقتة. على سبيل المثال، فإن متداول الأسهم في الوقت الحالي ربما يفضل شراء أسهم الشركات المرتبطة بالعملات الرقمية وتكنولوجيا البلوكشين في ظل حالة الاهتمام غير المسبوق بهذا القطاع، فضلاً عن المكاسب القياسية للبيتكوين والعملات المشفرة الأخرى.
- أما إذا نظرنا إلى الأمور من زاوية المستثمر، فإن هذا القطاع يتسم بمخاطر عالية لأن سيناريو انهيار أسعار البيتكوين بعد فورات سعرية مماثلة قبل ثلاثة أعوام لم يغيب عن الأذهان بعد، ناهيك عن ضبابية الرؤية بشأن القيمة الجوهرية للعملات الرقمية والتكنولوجيا المصاحبة لها. في هذا الوضع فإن المستثمر سيفضل الابتعاد عن أسهم شركات البلوكشين، أو في أحسن الأحوال الاقتراب منها بحذر شديد وتقليل نسبتها في مجمل محفظته الاستثمارية، فيما سيفضل اقتناء أسهم الشركات القيادية التي تتواجد في السوق منذ عقود، وأثبتت قدرتها على تحقيق أرباح مستقرة على مدى عقود.
كيف تبدأ تداول الأسهم؟
كمتداول مبتدئ في سوق الأسهم، وبعد أن اطلعت على بعض المعلومات الأساسية عن هذا المجال، ربما يراودك التساؤل عن خطوات تداول الأسهم، وما هي الخطوة الأولى لبدء رحلتك في هذا العالم المثير. سنحاول في السطور القادمة استعراض التسلسل الزمني للتداول في سوق الأسهم وكيف تنتقل من مرحلة إلى أخرى بخطى واثقة.
افتح حساب مع شركة وساطة
كما أشرنا آنفًا، فإن الخطوة الأولى لبدء التداول هو فتح حساب مع احدى شركات تداول الأسهم، والتي ستزودك بمنصة للتداول عليها. تمنحك شركة الوساطة قنوات الوصول إلى الأسواق المالية، حيث ستودع لديها رأسمالك الذي تنوي الاستثمار به، كما ستقوم بتنفيذ أوامر الشراء والبيع التي ستصدرها، والاحتفاظ برصيدك طوال هذه الفترة، فضلاً عن تسهيل سحب الأرباح المحققة من التداول.
وبرغم أن هذه الخطوة تبدو بسيطة ومنطقية، ولكنها في واقع الأمر تتطلب توخي أقصى درجات الحيطة والحذر من جانب المتداول بسبب وجود عدد كبير من المنصات الاحتيالية عبر الإنترنت.
هناك معايير عديدة لاختيار شركة الوساطة، ولكن أهمها هو أن تكون مرخصة من قبل هيئات تنظيمية مرموقة، مثل هيئة الرقابة البريطانية (FCA) وهيئة الأسواق والبورصات القبرصية (CySEC)، والبنك المركزي الإماراتي، والعديد غيرها.
بعد التأكد من موثوقية الشركة وتراخيصها القانونية، ننتقل إلى التدقيق في منتجات الاستثمار التي توفرها، شروط التداول، الحد الأدنى للإيداع، منصات التداول المتاحة، طرق الإيداع والسحب، الرسوم والعمولات، وقائمة أخرى من المعايير التي قد تجعل من شركة وساطة خيارًا مثاليًا لبعض المتداولين، وفي نفس الوقت غير ملائمة لمتداولين آخرين.
ولتسهل الأمر عليك، قمنا بمراجعة عدد كبير من شركات تداول الأسهم الموثوقة على موقعنا. هذه المراجعات ستوفر عليك عناء البحث عن المعلومات المتناثرة عن كل وسيط هنا وهناك. نستعرض في السطور القادمة ملخص السيرة الذاتية لكل شركة وساطة، ويمكنك الضغط على الرابط المرفق للاطلاع على المراجعة التفصيلية.
أفضل شركات تداول الأسهم
8 حقائق ومعلومات لا تعلمها عن تداول الأسهم
نستعرض في السطور التالية بعض المفاهيم الرئيسية التي يتعين على متداول الأسهم الإلمام بها. سنزودك أيضًا بروابط لصفحات على موقعنا تعرض شرح وافي لبعض هذه النقاط.
أوامر التداول
تختلف أوامر التداول باختلاف المنصة التي تتداول عليها. وبشكل عام، فإن منصات الميتاتريدر4 والميتاتريدر5 هي الأكثر شهرة وشعبية في أوساط المتداولين الأفراد. باختصار، يمكننا سرد أنواع الأوامر التالية التي سيتعين عليك التعامل معها عند التداول في أسواق الأسهم:
أمر السوق
هو أبسط أنواع الأوامر، ويعني ببساطة إصدار تعليمات للمنصة بفتح صفقات شراء أو بيع عند السعر الحالي في السوق.
أوامر الحد/الإيقاف
هي تعليمات للوسيط بفتح صفقة شراء أو بيع عند مستوى سعري معين. تساعد هذه الأوامر المعلقة المتداول على التحكم في نقاط الدخول والخروج من السوق بحسب ما تمليه استراتيجية التداول.
أوامر إيقاف الخسارة
كما يتضح من الاسم، فإن أمر إيقاف الخسارة هو عبارة عن تعليمات يصدرها المتداول للمنصة ويطلب بموجبها من الوسيط إغلاق صفقاته إذا وصلت خسائره إلى حد معين. وينصح الخبراء بوضع أمر إيقاف الخسارة حتى قبل فتح الصفقة ذاتها لتجنب القفزات المفاجئة في السوق، والتي قد تكبد المتداول خسائر لم تكن في حسبانه، كما تحميه أيضًا من الوقوع في فخ الارتباط العاطفي بالصفقة ومواصلة تكبد الخسائر.
هناك نوعان من أوامر إيقاف الخسارة
الأول هو إيقاف الخسارة الثابت والذي ينطوي على وضع أمر الإغلاق عند مسافة ثابتة من نقطة الدخول. النوع الثاني هو أمر الإيقاف المتحرك، والذي يظل ثابتًا إذا حققت الصفقة خسارة، بينما يتحرك تدريجيًا في نفس اتجاه السعر إذا سارت الأمور في مصلحة صفقتك، وهو ما يساعد في تأمين الأرباح المحققة وحمايتها من الانعكاسات المفاجئة في السوق.
أوامر شرطية مركبة
يستطيع المتداول فتح عدة أوامر مرتبطة ببعضها البعض. على سبيل المثال، يعتبر ’OCO‘ واحد من أشهر أنواع الأوامر المشروطة، والذي ينطوي على أمرين، وفي حال تنفيذ الأمر الأول تقوم المنصة تلقائيًا بإلغاء الأمر الثاني. يستطيع المتداول أيضًا تحديد نطاق زمني لتنفيذ الأمر، والذي في حال تجاوزه يلغى الأمر المعلق. ويمكن أيضًا للمتداول الاختيار ما بين ’التنفيذ الكامل‘ أو ’التنفيذ الجزئي‘ بحسب السيولة المتوفرة في السوق.
الرافعة المالية والهامش
الهامش هو مبلغ من المال سيقوم وسيطك باحتجازه من أموالك المودعة لديه كضمان لاستيعاب خسائر الصفقة. أما الرافعة المالية فتعني قيام الوسيط بإقراضك جزء من القيمة الاسمية للصفقة، وتتحدد قيمته بحسب الهامش المطلوب.
على سبيل المثال، إذا كانت الرافعة المالية 1:50، فهذا يعني أنه مقابل كل 1$ تقوم بإيداعه كهامش، سيعطيك الوسيط قرض بقيمة 50$ يمكنك استخدامه في تمويل صفقتك. كمثال بسيط، إذا أردت شراء أسهم بقيمة 10,000$، عندها سيحتجز الوسيط هامش بنسبة 2% ($200)، فيما سيقرضك 98% من قيمة الصفقة ($9,800).
يجب الانتباه إلى أن الرافعة المالية، وبرغم أنها تزيد من قدرتك على مضاعفة الأرباح بسبب زيادة القوة الشرائية، ولكنها قادرة أيضًا على مضاعفة الخسائر بنفس القدر. انتبه أيضًا إلى أن الوسيط سيقوم بإغلاق صفقتك فور تجاوز الخسائر قيمة الهامش المحتجز ($200).
تختلف نسب الرافعة المالية المتاحة بحسب نوع الأصل الذي تتداوله وتراخيص شركة الوساطة التي تعمل معها. على سبيل المثال، فإن شركات الوساطة الأوروبية توفر للمتداولين الأفراد رافعة مالية بحد أقصى 1:30.
سيكولوجية التداول
يجب على المتداول التحلي بالحكمة وعدم الاستسلام للضغوط العاطفية التي تصاحب تحقيق الأرباح والخسائر في السوق، حيث عادةً ما يقع تحت سيطرة مشاعر الطمع عندما تحقق الصفقة ربحًا، وهو ما قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى أن ينعكس السوق وتتبخر الأرباح المحققة.
يتعرض المتداول أيضًا لمشاعر الإحباط والرغبة في الانتقام عندما تحقق صفقاته خسائر، الأمر الذي قد يدفعه إلى التمسك بصفقة خاسرة على أمل أن السوق سينعكس لاحقًا لصالحه، وهو ما لا يتحقق في معظم الأحيان.
البعض الآخر من المتداولين يلجأ لفتح عدة صفقات متتالية كرغبة في تعويض الخسائر سريعًا أو الانتقام من السوق الذي خذله في الصفقة الفاشلة، وهو خطأ فادح أيضًا، حيث أن فتح الصفقات يجب ألا يتم سوى في حال توفر شروط محددة سلفًا، وهو ما ينقلنا إلى ضرورة الالتزام بمحددات الاستراتيجية التي تستخدمها بعد تجربتها بشكل كافي، وتجنب الانحراف عن شروط فتح وإغلاق الصفقات.
استراتيجيات تداول الأسهم
تتنوع استراتيجيات تداول الأسهم، ما بين تلك التي تعتمد على المدى القصير واستراتيجيات الاستثمار على المدى الطويل.
هناك تنويعات وتقسيمات أخرى لاستراتيجيات تداول الأسهم، حيث يعتمد بعضها على التحليل الفني، والذي يعني ببساطة توقع اتجاه السهم استنادًا إلى دراسة حركة السعر في الماضي. وهناك استراتيجيات أخرى تعتمد على ما يسمى التحليل المالي أو الأساسي، والذي يقيم سعر السهم بناءً على النتائج المالية والتشغيلية للشركة ومقارنة بعض نسب الأداء، ودراسة وضع الشركة في السوق وحالة القطاع الذي تنتمي إليه، وأحيانًا الوضع الاقتصادي ككل في البلد التي تعمل بها.
القيمة السوقية والقيمة الدفترية للسهم
ربما يخلط متداول الأسهم المبتدئ بين القيمة السوقية للسهم وقيمته الدفترية.
القيمة السوقية هي السعر الفعلي الذي يدفعه المتداول لشراء سهم الشركة، والذي يتحرك صعودًا وهبوطًا طوال الوقت. أما السعر الدفتري للسهم، فهو حاصل قسمة رأسمال الشركة على عدد أسهمها المصدرة. هناك في معظم الأحوال فارق كبير بين سعر السوق والسعر الدفتري، وهو ما يعزى إلى أن تقييم المستثمرين لأسهم الشركات لا يعتمد فقط على أصولها الحالية، بل يأخذ في الاعتبار التوقعات المستقبلية للإيرادات والأرباح.
شراء الأسهم مقابل تداول المشتقات
كما أشرنا آنفًا، هناك طريقتين للاستثمار في الأسهم. الطريقة الأولى هي الشراء التقليدي للسهم من خلال البورصة التي يتداول بها، والتي تعطي للمتداول ملكية فعلية في رأسمال الشركة كما تضمن حقه القانوني في الحصول على توزيعات الأرباح.
الطريقة الثانية، هي تداول ما يطلق عليه المشتقات المالية، والتي تسمح بالمضاربة على حركة الأسعار دون امتلاك السهم بشكل فعلي. هناك مزايا وعيوب لكل طريقة، ولكن الميزة الأبرز لتداول المشتقات المالية، مثل عقود الفروقات، هي التخلص من الأعباء القانونية والتنظيمية لنقل وتحويل ملكية الأسهم المشتراة، والسماح باستخدام مستويات عالية من الرافعة المالية، وانخفاض متطلبات رأس المال.
الحساب التجريبي والحساب الحقيقي
الحساب الحقيقي ببساطة هو الحساب الذي ستفتحه لدى شركة الوساطة، وتقوم بإيداع الأموال به بعد إتمام إجراءات التحقق. الخطوة التالية هي البدء في شراء وبيع الأسهم وتحقيق أرباح وخسائر بحسب نجاح الاستراتيجية المستخدمة.
أما الحساب التجريبي، فهو حساب تفتحه أيضًا لدى شركة الوساطة، ولكن دون اشتراط إيداع الأموال أو تقديم كافة وثائق التحقق من الهوية والعنوان، على النحو المطلوب في الحساب الحقيقي. يمكنك التداول في الحساب التجريبي باستخدام أموال افتراضية في ظروف مشابهة إلى حد كبير لأوضاع السوق الحقيقية.
هناك مزايا عديدة للحساب التجريبي، منها على سبيل المثال لا الحصر:
- إتاحة الفرصة للمتداول المبتدئ بتجربة التداول دون أي مخاطر أو خسارة أموال فعلية.
- بعد اكتساب المهارات اللازمة وإتقان التعامل مع المنصة واختبار استراتيجية التداول لبيان مدى نجاحها من عدمه، يستطيع المتداول بعد ذلك الانتقال إلى فتح حساب حقيقي والمضاربة بأموال فعلية.
- برغم ذلك، يجب الانتباه إلى أن الخوادم التجريبية، وبرغم أنها تعرض أسعار السوق الفعلية، ولكنها لا تتعرض للضغوط الطارئة والتقلبات الحادة التي يشهدها السوق الحقيقي في فترات مثل صدور أخبار هامة ووقوع أحداث مفاجئة، والتي تؤدي في كثير من الأحيان إلى شح السيولة واتساع في فروق الأسعار (السبريد)، وربما تعطل منصة التداول والفشل في فتح وإغلاق الصفقات الحالية أو الأوامر الجديدة.
كم يبلغ رأس المال المطلوب للبدء في تداول الأسهم؟
تختلف متطلبات الحد الأدنى للإيداع الأولي من شركة تداول إلى أخرى. ولكن بشكل عام، فإن وسطاء الأسهم التقليديون في البورصات الكبرى يشترطون إيداع مبلغ لا يقل عن 10,000$ للموافقة على فتح الحساب. يختلف الأمر مع وسطاء عقود الفروقات، حيث يمكنك في أغلب الأحيان فتح حسابك بمبلغ لا يزيد عن 100$.
هناك أيضًا اختلافات في نسب الرافعة المالية والهامش التي يوفرها كلا النوعين من الوسطاء، وهو ما يعزى إلى اختلاف الشروط التنظيمية والتراخيص ونوعية المنتجات التي تقدمها كل فئة من فئتي شركات الوساطة.
وصلنا إلى خط النهاية في مقدمتنا عن تداول الأسهم…..
حاولنا في السطور السابقة أن نشرح بشكل موجز المفاهيم الأساسية التي يعتبر الإلمام بها ضروريًا كمقدمة لبدء رحلتك في عالم تداول الأسهم. وكما ذكرنا، فإن كل نقطة من النقاط السابقة تحتاج لشرح وافي والقراءة حولها باستفاضة حتى تتمكن من إدراك مغزاها بشكل تفصيلي.
بشكل عام، فإن تداول الأسهم هو أقدم أنواع الاستثمار المالي، ويتنوع ما بين تداول الأسهم المحلية أو تداول الأسهم العالمية، وكذلك الاختيار ما بين الشراء التقليدي للأسهم أو المضاربة على المشتقات المالية. وإذا أردت التعرف على بعض قصص النجاح لمستثمري الأسهم، نرشح لك قراءة مقالاتنا عن الوليد بن طلال والملياردير الأمريكي وارين بافيت.
لا تنسى أيضًا أهمية الحساب التجريبي كخطوة أولى للولوج إلى عالم التداول عبر الإنترنت، حيث سيعطيك الإحساس بنبض السوق دون أن يتعرض رأسمالك لمخاطر. وعلاوة على ذلك، هناك خطوات احترازية يتعين على المتداول الالتزام بها للحصول على تجربة استثمار آمنة، يأتي على رأسها التدقيق في اختيار شركة الوساطة.
وفي الختام، نتمنى للجميع تجربة تداول آمنة ومثيرة ومربحة!